المسار السياسيّ الإسرائيليّ الفلسطينيّ على المحور الزمنيّ - page 12

ّ
على المحور الزمني
ّ
الفلسطيني
ّ
الإسرائيلي
ّ
المسار السياسي
10
ة، لا تسمح بدراسة التفاصيل، وتحتوي على
ّ
أمام الفلسطينيين خريطة تخطيطي
ية"
ّ
ن
ُ
. ضمت الخريطة ثلاث مناطق: منطقة "ب
ّ
الافتتاحي
ّ
الاقتراح الإسرائيلي
من 06% من الضفة الغربية،
ّ
على أقل
ّ
تقطع أوصالها ثلاثة كانتونات وتمتد
ّ
؛ منطقة "بيضاء" تضم
ّ
حيث من المفترض أن يقوم هناك "الكيان" الفلسطيني
ها إلى إسرائيل وتشمل الكتل الاستيطانية المترابطة
ّ
ضم
ّ
نحو 51% والتي سيتم
بينها في الضفة الغربية، وكذلك شريط عرضي يعزل غرب السامرة عن الخط
الأخضر وحتى نهر الأردن، ومنطقة القدس من معاليه أدوميم وحتى البحر
الميت؛ ومنطقة "خضراء" تضم 52% تحتفظ فيها إسرائيل وتتيح لإسرائيل تطويق
الكيان الفلسطيني من جميع الجهات، وخلق "أصابع" وجزر سيطرة على مناطق
ها إسرائيل، مثل الخليل، كريات أربع،
ّ
الحاقها إلى المناطق التي ستضم
ّ
لم يتم
جوش دوليب، طلمون ومستوطنات غور الأردن.
قناة ستوكهولم - 0002
ه،
ّ
مضت أربعة شهور من هدر الوقت، حتى قرر باراك استعادة أمين سر
ه إلى مؤهلات الوزير البروفيسور
ّ
المحامي جلعاد شير، إلى المفاوضات، وضم
لوا إلى
ّ
شلومو بن عامي. الاثنان بالإضافة إلى عدد قليل من المساعدين، تحو
من رئيس الحكومة. يتضح،
ً
طاقم عمل ينظر إلى الأمور بشكل أكثر تطورا
الاثنين نجحا بالتأثير على باراك، لكنهما لم ينجحا في نهاية
ّ
، أن
ّ
بأثر رجعي
المطاف في دفعه إلى النقطة الحاسمة في مجال مفاوضات المسألة الحدودية.
ت
ّ
ة في المفاوضات بين الطرفين، وأد
ّ
شكلت بداية شهر آيار 0002 نقلة هام
ت هذه
ّ
ف فيما بعد باسم "قناة ستوكهولم". أد
ُ
، عر
ّ
ورسمي
ّ
إلى إقامة مسار سري
م
ّ
ت في السويد، إلى تقد
ّ
المفاوضات الهادئة التي بدأت في منطقة القدس واستمر
ملحوظ في جميع مجالات المفاوضات، بما في ذلك بالطبع المجال الحدودي،
وموافقة إسرائيل الحديث عن دولة. يعني التقدم، في هذه المفاوضات، موافقة
من 001% من جهة، وجهوزية
ّ
ة بنسبة أقل
ّ
إسرائيل على المعادلة الفلسطيني
ة.
ّ
ة لتوفير الردود لبعض الاحتياجات الإسرائيلي
ّ
فلسطيني
1. الأراضي والحدود
"، "الابيض"
ّ
ي
ّ
ر ثلاثة أنواع المناطق، "البن
ّ
كان الميل لدى باراك تكريس تصو
ّ
تعريفها كمنطقة سيتم
ّ
وسط بشأن المنطقة "الخضراء" أن يتم
ّ
و"الاخضر"، وحل
عن خمس سنوات بعد توقيع الاتفاق. في
ّ
تحديد مصيرها لاحقا، وما لا يقل
هذه النقطة عرض رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية موقف شعبته، والقائل
إسرائيل لمنطقة لا تزيد عن 5-6% من
ّ
الفلسطينيين سيوافقون على ضم
ّ
أن
تجاهل باراك هذا الموقف، وقبل سفره للقاء في ستوكهولم،
39
ة.
ّ
الضفة الغربي
أعطى تعليماته لطاقم المفاوضات بالعرض على الفلسطينيين دولة على 77%
، والموافقة
ّ
إسرائيل إلى 31-51% دون مقابل إقليمي
ّ
من المساحة فقط، مع ضم
التباحث مستقبلا على 8-01% بعد التوقيع على الاتفاق. وبالفعل،
ّ
على أن يتم
تم عرض خريطة على الفلسطينيين تشمل 6.67% من المساحة، 1.01%
ها إلى
ّ
ضم
ّ
مناطق تبقي تحت سيطرة إسرائيل ذات مكانة خاصة، 3.31% يتم
عرض هذه المبدأ أمام الفلسطينيين،
ّ
عندما بدأ الفريق الإسرائيلي
40
إسرائيل.
ا غاضبا، وأدعى أن إسرائيل تعود بذلك إلى المربع
ّ
وجدوا طرفا فلسطيني
ر الموقف
ّ
الأول للمفاوضات. قال أبو العلاء "هذا يقتل رغبة المواصلة"، وكر
: "خطوط 7691 هي الحدود... نحن على استعداد للحديث
ّ
البرغماتي
ّ
الفلسطيني
، ّ
عن تعديلات بسيطة على هذه الخطوط، وشرط أن يكون ذلك بشكل تبادلي
وبصورة متساوية تماما من ناحية الجودة والحجم". وأضاف حسن عصفور،
الجانب. أكد ابو
ّ
أحادي
ّ
أنهم على استعداد لبعض التعديلات، لكن ليس لضم
ر أن يحصل الفلسطينيون على أقل من 001%
ّ
مبر
ّ
العلاء أنه ليس هناك أي
ّ
من المناطق. وأوضح الفلسطينيون أن صفقة ال 001% يمكن أن تشمل ضم
41
ة.
ّ
ة في القدس الشرقي
ّ
ة في الضفة الغربية وأحياء يهودي
ّ
إسرائيل لكتل استيطاني
تقاريره إلى رئيس الحكومة
ّ
م الفريق الإسرائيلي
ّ
لدى عودته إلى إسرائيل قد
بخصوص نتائج اللقاء. أحد توجيهات باراك في أعقاب ذلك كان إعداد خرائط
جديدة تصل بين مستوطنات بيت إيل وعوفرا، وبعل حتسور وبسغوت، مع
93 جلعاد شير، على بعد لمسة: حول مفاوضات السلام 9991-1002 (تل أبيب: يديعوت
آحرونوت/عيدنيم، 1002)، ص 58.
04 المصدر السابق، ص: 68-09.
14 المصدر السابق، ص 78، 09، 19.
كان ذلك بالنسبة
42
ها إلى إسرائيل من الكتل الاستيطانية.
ّ
ضم
ّ
المناطق التي سيتم
ة
ّ
للفلسطينيين خلق "إصبع" إسرائيلية تبدأ من القدس وتمتد نحو الأطراف الشرقي
ها كتلة المستوطنات في الجنوب تخلق
ّ
لمدينة رام الله، وأن هذه "الإصبع" بضم
ة فقط، بل أيضا على مدينتي البيرة
ّ
الطريق ليس على القدس الشرقي
ّ
منطقة تسد
هم النواة
ّ
ورام الله. عدا محاولة إرضاء مستوطني بيت إيل وعوفرا، المعروفين بأن
ّ
منطق جغرافي
ّ
ة لحركة غوش إيمونيم، لا يوجد تقريبا أي
ّ
ة التقليدي
ّ
الأيديولوجي
هذه.
ّ
لعملية الضم
ّ
أو إقليمي
ت
ّ
ا خلال اللقاء التالي، الذي عقد في ستوكهولم في 02 أيار 0002، ظل
ً
أيض
على موقفه بأن
ّ
ة. فقد عاد الفريق الفلسطيني
ّ
الفجوات الحدودية عميقة وجذري
منطقة بحجم 31% إلى
ّ
شكل من الأشكال ضم
ّ
الفلسطينيين لن يقبلوا بأي
ة بالسيطرة على مناطق بواسطة ترتيبات
ّ
إسرائيل، وأنهم لن يقبلوا بالفكرة الإسرائيلي
ا آخر وبتسمية
ّ
ا إسرائيلي
ًّ
ل بالنسبة لهم ضم
ّ
خاصة (المنطقة "الخضراء")، التي تشك
مختلفة. عاد الفلسطينيون وأوضحوا للطرف الإسرائيلي موقفهم منذ اتفاقية بيلين
ة يمكنهم البقاء
ّ
المستوطنين الذين سيبقون في المنطقة الفلسطيني
ّ
أبو مازن، بأن
ة ومع
ّ
كأفراد وليس كمجوعة، بل كمواطنين إسرائيليين تحت السيادة الفلسطيني
ترتيبات خاصة في مجالات التعليم، الثقافة وما شابه.
ت الموافقة
ّ
ا تم
ّ
قبل ذلك بخمسة أيام نقل رئيس الحكومة للكنيست إعلانا سياسي
عليه مسبقا في الحكومة. وفي صلب هذا الإعلان تغيير مكانة ثلاث قرى في
إلى مكانة
B
منطقة القدس (أبو ديس، العيزرية والسواحرة الشرقية) من مكانة
ة هي تسليم
ّ
ا على أرض الواقع، وأهميته الأساسي
ًّ
. لم يكن هذا التغيير مهم
A
ة، الموجودة في كل الأحوال في تلك القرى.
ّ
الصلاحية الأمنية للشرطة الفلسطيني
ة في جميع أنحاء المناطق لإحياء يوم
ّ
في نفس اليوم جرت تظاهرات فلسطيني
"النكبة" الفلسطينية. استمر التوتر في المنطقة عدة ايام، وخلال يومي الغضب
(91-02 أيار) اللذين أعلن عنهما الفلسطينيون كانت أعمال شغب قاسية ووقع
وبعض الجنود الإسرائيليين.
ّ
العديد من الاصابات بما فيهم نحو مائة فلسطيني
ا على ذلك طلب باراك من فريق المفاوضات العودة من ستوكهولم، وأعلن
ً
رد
أنه لن ينقل للفلسطينيين السيطرة على تلك القرى الثلاث، وفي نهاية الأمر
ا نقل هذه السيطرة إلى الفلسطينيين. يدعي الفلسطينيون حتى اليوم
ً
لم يتم أبد
ر باراك للمفاوضات، الذي كان، برأيهم، مليئا بالكلام
ّ
ز تصو
ّ
أن هذا القرار مي
ة. وفي هذا
ّ
عمل قد يثبت أن نواياه إيجابي
ّ
أي
ّ
ا لم يتم
ّ
والوعود الجميلة، وعملي
السياق يشير الفلسطينيون إلى مقولات باراك (التي يعتبرونها في أحسن الأحوال
) وأنه
ّ
ر استراتيجي
ّ
كنوع من الغطرسة الصرف، وفي أسوء الحالات كتصو
م
ّ
وعلى عكس رابين، بيرس ونتنياهو، كان رئيس الحكومة الوحيد الذي لم يسل
مناطق للفلسطينيين.
ة
ّ
ز عد
ّ
خلال الأيام الثلاثة الأولى من شهر حزيران اجتمع "طاقم ستوكهولم" المعز
جلسات مطولة في القدس. في المجال الحدودي، كما في المجالات الأخرى،
تمسك الفلسطينيون بمواقفهم. حيث عاد أبو العلاء وأكد أمام الوزير بن عامي
31% مبالغة
ّ
ضم
ّ
ا، إن
ً
د
ّ
أن "عرفات يريد اتفاقا". وفي المجال الحدودي قال مجد
القدوم مع اقتراح أكثر تواضعا يقوم على
ّ
كبيرة، وطلب من الطرف الإسرائيلي
ة في الضفة الغربية لا يزيد عن
ّ
حقيقة أن مجمل مساحة المستوطنات الإسرائيلي
ة بخصوص الكتل
ّ
ها أكثر واقعي
ّ
2% من مساحة المنطقة كلها. "اعرضوا توج
بالانتقاد
ّ
الإسرائيلي
ّ
كان الرد
43
.")SWAPS(
ة، وليكن تبادل أراض
ّ
الاستيطاني
في موضوع الأراضي.
ّ
اقتراح عيني
َّ
موا أي
ّ
الفلسطينيين لم يقد
ّ
بأن
ا عن 2%
ّ
عملي
ّ
الفجوة بين مجمل منطقة المستوطنات المأهولة، الذي يقل
ها
ّ
من مساحة الضفة الغربية، مقابل حجم المنطقة التي تطالب إسرائيل ضم
ص فقط
ّ
إليها، لاحقت الطرفين على مدى المفاوضات. بدأت هذه الفجوة تتقل
بعد مقترحات كلينتون التي أطلقت ستة شهور بعد ذلك. في مركز النقاش كان
أكبر مساحة ممكنة دون علاقة لا
ّ
ع إلى ضم
ّ
ران متناقضان: إسرائيل تتطل
ّ
تصو
ع الفلسطينيون إلى الحصول
ّ
الواضحة، بينما تطل
ّ
ة
ّ
لبس فيها بالمصالح القومي
من إسرائيل على أكبر مساحة ممكنة دون الأخذ بعين الاعتبار حاجة إسرائيل
ة، بل
ّ
ليس فقط الحفاظ على عدد كبير من المستوطنات داخل الضفة الغربي
ومع محاور
ّ
ع الحضري
ّ
ة قادرة على التوس
ّ
ا احتوائها داخل كتل استيطاني
ً
أيض
طرق مواصلات سهلة تربط بينها.
24 المصدر السابق، ص: 39.
34 المصدر السباق، ص 211.
1...,13,14,15,16,17,18,19,20,21,22 2,3,4,5,6,7,8,9,10,11,...80
Powered by FlippingBook