المسار السياسيّ الإسرائيليّ الفلسطينيّ على المحور الزمنيّ - page 76

ّ
على المحور الزمني
ّ
الفلسطيني
ّ
الإسرائيلي
ّ
المسار السياسي
74
ة التي
ّ
وتميزت التوصيات العملي
16
ة وفرص التوصل الى الاتفاق الدائم.
ّ
السياسي
وضعها الامريكيون للطرفين بمجموعة "صفقات" شملت عموما وقف العنف،
، واتخاذ تدابير بناء الثقة بين الجانبين، والوقف المؤقت
ّ
واستئناف التعاون الأمني
للبناء في المستوطنات، واستئناف مفاوضات الاتفاق الدائم. ومع ذلك، فشلت
جميع المحاولات التي بذلت لتحقيق هذا الترتيب عن طريق المفاوضات بين
الطرفين وانتهت إلى دورات متكررة من العنف.
ّ
ة في فك رموز السبب الجذري
ّ
للأسف، فقد فشلت مختلف الإدارات الأمريكي
ة. في
ّ
ة بين اسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطيني
ّ
ة السياسي
ّ
وراء إخفاقات العملي
الواقع، جاء البناء في المستوطنات من جانب إسرائيل، والعنف من الجانب
ة التي اتخذتها قيادات الطرفين في
ّ
، نتيجة ضعف القرارات الاستراتيجي
ّ
الفلسطيني
ة. وقد عبرت
ّ
ة السياسي
ّ
ة، وليس سببا في انهيار هذه العملي
ّ
ة السياسي
ّ
بداية العملي
ا،
ّ
ا ودبلوماسي
ّ
عن هذا الضعف لديهم عدم قدرتهم على اتخاذ القرارات سياسي
ة
ّ
بشأن حل إقليمي وسط، لأن كلا الجانبين يشعران بأن لديهم حقوقا حصري
على الأرض. لم يتمكن الامريكيون من رؤية حقيقة أن أيا من القيادتين لم
تملك أي استراتيجية لبلوغ الهدف المتمثل في تقاسم الأرض وحسم الصراع،
ة اللازمة للوصول إلى هذا الهدف. في
ّ
ة التاريخي
ّ
وأنها لم تتخذ القرارات الوطني
أي حال، لم يكن أي من الطرفين قد تبنى وسائل العمل المناسبة التي يجب
اتخاذها لتحقيق هذا الهدف. وكما هو موضح أعلاه، هذه الحقيقة هي التي
ة من بدايتها، وخلقت ترسبات من عدم الثقة بين الجانبين
ّ
ة السياسي
ّ
حجبت العملي
ة، ومنعتهما من حل الصراع - على الرغم من أنهما، في
ّ
خلال الفترة الانتقالي
الواقع، نجحا في تضييق هوة الخلاف بينهما وكشفا عن مجالات للمرونة التي
ة اعتبرت أن
ّ
ة. ويبدو أن الإدارات الأمريكي
ّ
سهلت التوصل الى اتفاقات سياسي
ة السلام، باستثناء الرئيس كلينتون الذي
ّ
دورها يقتصر على توفير "منصة" لعملي
جلب اقتراحا ملموسا لاتفاق دائم.
الطريق إلى حل الصراع: الاستنتاجات والتوصيات
فشلت جولات التفاوض الرئيسية الثلاث حول اتفاق دائم، والتي عقدت جميعها
ة (9991-1002، 8002، 3102-4102) بشكل تام.
ّ
تحت رعاية أمريكي
وفقط خلال محادثات أنابوليس (التي استمرت نحو عام) بدا أن اتفاقا دائما كان
ة التي استرشد
ّ
ة والتاريخي
ّ
في متناول اليد. وكان ذلك بسبب القرارات الاستراتيجي
ة في أنابوليس،
ّ
ة السياسي
ّ
بها قادة الطرفين المتفاوضين. وكشفت جودة العملي
والتفاهمات التي انبثقت عن محادثات ايهود أولمرت ومحمود عباس، أن الجانبين
أدركا خيار حل الصراع بينهما. وسوف يستند هذا الحل على اتفاق ثنائي على
أساس مبدأ الدولتين على حدود 7691 (مع التعديلات المطلوبة) وعلى حل
ة. في الواقع، أعادت عملية أنابوليس كلا من
ّ
كامل لجميع القضايا الجوهري
إسرائيل والفلسطينيين إلى مسار أوسلو الأصلي على أساس اتفاق دائم وشامل
ينظم جميع المسائل العالقة بين إسرائيل والفلسطينيين، وكذلك العلاقات بين
على النحو السالف الذكر، تم تعليق محادثات
17
الدولتين في الحالة الدائمة.
ة الرصاص
ّ
أنابوليس بسبب العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة (عملي
المصبوب)، والإنهاء المبكر لولاية رئيس الوزراء إيهود أولمرت كرئيس للوزراء.
خلال العقد ونصف العقد المنصرمين، تم اقتراح حوالي عشرين مخطط لتسوية
ة ومنظمات المجتمع
ّ
بل جهات عديدة مثل جامعة الدول العربي
ِ
الصراع من ق
. بعض هذه الخطط
18
ة
ّ
إ سرائيلي
ة و
ّ
ة، وشخصيات عامة فلسطيني
ّ
الإسرائيلي
ّ
المدني
ة، صوت الشعب، ومبادرة جنيف).
ّ
تناولت اتفاقا شاملا (مثل مبادرة السلام العربي
كما وضعت خطط أخرى الخطوط العريضة لترتيبات محدودة لكن طويلة الأمد
إ يهود يعاري، والهدنة التي طرحتها حركة حماس
(مثل خطط شاؤول موفاز، و
- هدنة طويلة الأمد). وأخيرا، ظهرت مقترحات إضافية باعتماد سياسة أحادية
61 أمثلة: في خطابه في حزيران 2002، طالب الرئيس بوش الفلسطينيين بالتخلي عن العنف
لب من الفلسطينيين
ُ
وطالب اسرائيل بالتوقف عن البناء في المستوطنات. وفي خارطة الطريق، ط
لب من اسرائيل تجميد البناء في المستوطنات. وفي صيف 3102،
ُ
محاربة الارهاب، وط
اقترح وزير الخارجية جون كيري على رئيس الوزراء نتنياهو تجميد الاستيطان (كواحد من
بين ثلاثة خيارات) من أجل تسهيل استئناف مفاوضات الحل الدائم.
71 انظر فيشمان ولافي: سبعة عشر خطة في عشر سنوات (بالعبرية) ص 61-96.
81 المصدر السابق.
الجانب (مثل خطط حاييم رامون، وجلعاد شير، وأوري ساغي، ومعهد أبحاث
إ لى جانب خطط الاتفاق الشامل، فإن كل الخطط الاخرى
الأمن القومي). و
صدرت في وقت القت بظلال من الشك على قدرة أو رغبة أي من الطرفين
في التوصل إلى اتفاق كامل. ويطريقة أو بأخرى، لم يقم الجانبان بمناقشة أو
تبني أي من تلك الخطط.
في الجهود المبذولة لحل
ّ
لا يمكن المبالغة في تقدير أهمية الدور الأميركي
ثمارها.
ِ
. بيد أن جهودها في الوساطة لم تؤت
ّ
- الإسرائيلي
ّ
الصراع الفلسطيني
ة. وكانت النماذج
ّ
إذ لم يؤيد أي من اللاعبين مقترحات الوساطة الأمريكي
ة مثل "محادثات التقارب" غير مثمرة، ولم ينجم عن جهود الوساطة
ّ
التفاوضي
ذكر. تشبثت الولايات المتحدة بسياستها أن على الأطراف
ُ
المتنوعة أي شيء ي
ة. وفقا لهذا النهج، فإنها
ّ
المعنية اتخاذ القرارات اللازمة لتحقيق تسوية سياسي
لم تفرض أبدا اتفاقا على الطرفين (رغم أن هذا قد يحدث إذا ما كان من شأن
ة كقوة عظمى.)
ّ
الصراع أن يهدد المصالح الأمريكي
وبالتالي، فإن حل الصراع ينطوي على مفاوضات مباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين
حول التسوية الدائمة. ويجب على الطرفين استخلاص العبر من أخطائهما في
ة بينهما خلال العقدين الماضيين، والاعتراف بالحقائق التالية:
ّ
ة السياسي
ّ
العملي
. أ
ة
ّ
ة السياسي
ّ
ة المعلنة لكل طرف وجود العملي
ّ
تتطلب المصالح الاستراتيجي
من أجل التوصل إلى اتفاق دائم شامل. إن مستقبل وجود إسرائيل كدولة
ة، والحفاظ على أمنها للأجيال القادمة، يعتمد على
ّ
ة وديمقراطي
ّ
يهودي
ة مستقلة وقابلة للحياة جنبا إلى جنب معها. في الوقت
ّ
إنشاء دولة فلسطيني
في وطنه والحفاظ على هويته
ّ
ذاته، إن الوجود الآمن للشعب الفلسطيني
ة يعتمد أيضا على الحل ذاته.
ّ
الوطني
. ب
يكمن سبب الفشل في حل الصراع في حقيقة أن كلا الجانبين أجريا
مفاوضات للتوصل إلى اتفاقيات مؤقتة وأخرى دائمة لكن دون اتخاذ
ة ذات الصلة أولا. وبالتالي، لم يكن ممكنا للجانبين
ّ
القرارات الاستراتيجي
ة
ّ
ة لأنهما منذ البداية لم يتخذا قرارات تاريخي
ّ
تقديم التنازلات الضروري
ة للتوصل إلى حل.
ّ
وطني
. ج
جرت المفاوضات دون تحديد اتجاه واضح للأهداف والمصالح المحددة.
في الواقع، روج الطرفان لأهداف تناقضت بشكل صارخ مع الأهداف
ة.
ّ
ة السياسي
ّ
الواضحة والمعلنة للعملي
لدى كل جانب،
ّ
إن هذا الإقرار، الذي من شأنه أن يخرج من قلب التأمل الذاتي
ة نحو إظهار الإخلاص الحقيقي.
ّ
ة والفلسطيني
ّ
أمر حيوي لقيادة القيادتين الإسرائيلي
عليهما التحلي بالرغبة الحقيقية لسد الثغرات التي لا تزال قائمة، ولتغذية زخم
عملية التفاوض من أجل التوصل إلى اتفاق دائم شامل.
على
ّ
لتحقيق اتفاق سياسي
ّ
يجب على الطرفين التفاوض استنادا إلى التزام حقيقي
تقسيم البلاد. وعلى الفلسطينيين التخلي عن مطلبهم غير المجدي بالاعتراف
بحق العودة للاجئين إلى داخل اسرائيل. وبالمقابل، على إسرائيل أن تتخلى عن
ة الدولة.
ّ
مطلبها بأن يعترف الفلسطينيون بيهودي
ة
ّ
إ سرائيل يحمل قيمة فكري
إن التنازل عن هذه المطالب من جانب الفلسطينيين و
ة، إذ يمكن تفسيره على أنه يعني أن الجانبين - إسرائيل والفلسطينيين
ّ
وعملي
لتقاسم
ّ
- قد باتا على استعداد لتقبل فكرة التوصل الى الحل الوسط التاريخي
لكل من
ّ
الأرض. كما إن ترسيم حدود متفق عليها بينهما يخدم الهدف الوطني
ة بشأن الأراضي والأمن، هناك
ّ
الشعبين. وفيما يتعلق بمطالب إسرائيل الواقعي
ة. أما بالنسبة للمطلب غير المجدي للفلسطينيين بشأن حق عودة
ّ
حلول عملي
اللاجئين إلى إسرائيل، فهناك طرق بديلة للحل.
أن تأتي للتفاوض على
ّ
على القيادات في إسرائيل وعلى الجانب الفلسطيني
يدعمه الجمهور. ومثل هذا القرار يجب أن
ّ
اتفاق دائم بناء على قرار استراتيجي
يرتكز على الاعتراف المتبادل بأن للشعبين حقوقا ومكانة متساوية، ويستحقان
تقرير المصير والسلام بنفس الدرجة، وأن اتفاق السلام سيضمن لهما هويتهما
ة ووجودهم، حتى لو كان ذلك فوق جزء من الوطن. كما يجب أن تستند
ّ
الوطني
ة ذاتها على مرجعيات معترف بها مثل قرارات الأمم المتحدة 242 و
ّ
العملي
833، والاتفاقات المبرمة سابقا من قبل الجانبين، وهي مكونات أفكار الرئيس
1,77,78,79 66,67,68,69,70,71,72,73,74,75,...80
Powered by FlippingBook