المسار السياسيّ الإسرائيليّ الفلسطينيّ على المحور الزمنيّ - page 73

71
المستعصي في موضوع حق العودة، والإصرار على تنفيذه داخل إسرائيل، جاء
الذي أثير لأول مرة في نهاية عام 9991،
ّ
كرد فعل مضاد للموقف الإسرائيلي
مع بداية المفاوضات على التسوية الدائمة. في ذلك الوقت، أعلنت إسرائيل أنها
ة
ّ
لا تعتبر قرار الأمم المتحدة رقم 242 وصيغة "الأراض مقابل السلام" مرجعي
من وجهة نظر الفلسطينيين تخريبا
ّ
للمفاوضات. لقد كان هذا الاعلان الاسرائيلي
9
ة برمتها.
ّ
ة السياسي
ّ
للعملي
"بإنهاء الصراع" في الاتفاق الدائم شحذ الموقف
ّ
كما أن المطلب الاسرائيلي
بشأن عودة اللاجئين. لقد كان رئيس الوزراء إيهود باراك بحاجة لهذا
ّ
الفلسطيني
لدعم الاتفاق الذي تضمن تنازلات
ّ
الموقف من أجل كسب الرأي العام الإسرائيلي
، مثل تقسيم القدس والتنازل عن اعتبار
ّ
غير مسبوقة من الجانب الإسرائيلي
ة لإسرائيل. كما أن الفلسطينيين فسروا مطلب
ّ
ة الشرقي
ّ
غور الأردن الحدود الأمني
"إنهاء الصراع" تنازلا من جانبهم عن حقوقهم في أراضي 7691، والموافقة على
تقاسم السيادة على جبل الهيكل، والتنازل صراحة عن مطالبتهم بحق العودة.
هكذا أصبح مطلب الفلسطينيين بحق العودة أسلوبا للتعويض عن عدم التماثل
بينهم وبين إسرائيل في مفاوضات الوضع النهائي. كما أضحى هذا المطلب
ة بكل الأراضي التي احتلت عام 7691 من أجل
ّ
ذريعة للمطالبة الفلسطيني
تووطين اللاجئين فيها، حيث سيتم استيعابهم في غور الأردن وفي المساحات
ة (في اطار تبادل الأراضي
ّ
التي سيحصلون عليها مقابل الكتل الاستيطاني
ة، أثارت إسرائيل مطلبها
ّ
ة السياسي
ّ
مع إسرائيل.) وفي مرحلة لاحقة من العملي
ة لإسرائيل مقابل المطالبة
ّ
ة بالهوية اليهودي
ّ
باعتراف منظمة التحرير الفلسطيني
ة على حقهم بالمطالبة
ّ
ة بحق العودة. وقد أضفى هذا المطلب الشرعي
ّ
الفلسطيني
بحق العودة في المفاوضات.
حق العودة ونهاية الصراع، بالطرفين
ّ
لقد دفعت هذه التطورات، في موضوعي
إلى طريق مسدود ما عكس حقيقة الدائرة المغلقة بين مطلب إسرائيل في "إنهاء
الصراع" وبداية الصراع عام 8491. ويتصل هذا الأمر بالنسبة للفلسطينيين بغياب
المساواة عام 8491، ومطلب حق العودة، الذي تحول في نظر الإسرائيليين،
الطرفان إلى داخل حقل
ّ
ة. وهكذا فقد انجر
ّ
إلى نهاية وجود إسرائيل كدولة يهودي
الألغام المتمثل في مناقشة قضايا عام 8491، التي لم يتم العثور على صيغ
مناسبة لجسر الهوة بشأنها.
محاولات لإخراج المفاوضات من الطريق المسدود
أدى الصراع العنيف الذي اندلع بين الجانبين في أيلول 0002 في وقت لاحق إلى
ة بين إسرائيل والفلسطينيين. وخلال السنوات اللاحقة،
ّ
ة السياسي
ّ
الركود في العملي
. وكانت المحاولة
ّ
ة مع التدخل الأميركي
ّ
ة سياسي
ّ
تمت عدة محاولات لإجراء عملي
ة
ّ
مشترك برعاية اللجنة الرباعي
ّ
الأولى في خارطة الطريق، وهي برنامج سياسي
(الولايات المتحدة، روسيا، الاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة). وكانت مبادرة
خارطة الطريق محاولة لتفعيل رؤية الرئيس جورج بوش للسلام التي أعلن عنها
ة الانتفاضة الثانية وانعدام
ّ
في حزيران 2002. صيغت هذه الخطة على خلفي
الثقة العميقة بين الجانبين في تلك الفترة الزمنية. قدمت الخطة خارطة طريق
مبنية على الأداء ويحركها الهدف، مع تحديد مراحل وجداول زمنية واضحة
ة خلال فترة
ّ
تحت إشراف ومساعدة الرباعي
ّ
الفلسطيني
ّ
لحل الصراع الإسرائيلي
لا تتجاوز ثلاث سنوات، حتى عام 5002. قبل الطرفان بالخطة من حيث
ة السلام من جمودها. وكانت المحاولة
ّ
المبدأ لكن ذلك لم يكن كافيا لإخراج عملي
الثانية في مؤتمر أنابوليس في تشرين ثاني 7002. وكان الهدف من المؤتمر
محاولة اطلاق عملية السلام وتمهيد الطريق لمفاوضات مكثفة للتوصل إلى
بين الإسرائيليين والفلسطينيين في غضون عام، بحلول
ّ
اتفاق الوضع النهائي
إيهود أولمرت
ّ
نهاية 8002. استؤنفت المفاوضات بين رئيس الوزراء الإسرائيلي
ة
ّ
ورئيس السلطة ومنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس، وبين وزيرة الخارجي
ة. وللمرة
ّ
تسيبي ليفني وأبو العلاء (أحمد قريع)، عن منظمة التحرير الفلسطيني
ة في صياغة مواقفها حتى
ّ
ة استراتيجي
ّ
الاولى، استرشد الطرفان بقرارات تاريخي
ومع ذلك، توقفت
10
بدا وكأن الطرفين على وشك التوصل إلى اتفاق دائم.
9 اوضحت اسرائيل أنها لن تنسحب الى حدود 7691 وطالبت بإدخال تعديلات على الحدود
تحتاجها بسبب الحقائق على الارض والمتعلقة بالامن والوضع الديمغرافي فيما عارضت
مبدأ تبادل الاراضي المتفق عليه بواقع 1:1. أنظر شاؤول أريئيلي : الحدود بيننا وبينكم
[بالعبرية]، اصدار علياة هغاغ 3102، ص 152-352.
01 أنظر: فيشمان ولافي: سبعة عشر خطة في عشرة أعوام (بالعبرية) ص 16-96.
ة بسبب الإنتهاء المبكر لولاية إيهود
ّ
المفاوضات قبل موعدها ودون نتائج عملي
ة (الرصاص
ّ
ة الإسرائيلي
ّ
أولمرت كرئيس للوزراء، وكذلك بسبب العملية العسكري
11
المصبوب) في قطاع غزة في نهاية عام 8002.
جرت محاولات إضافية خلال الفترتين الأولى والثانية للرئيس باراك أوباما. في
بنيامين نتنياهو موقفه
ّ
منتصف حزيران 9002، قدم رئيس الوزراء الاسرائيلي
ة: قيام دولة
ّ
من الاتفاق الدائم (في "خطاب بار ايلان"). وفيما يلي النقاط الرئيسي
فلسطينية منزوعة السلاح/ رفض صريح للعودة إلى حدود عام 7691/ سيطرة
/ بقاء القدس موحدة
ّ
ة والمجال الجوي
ّ
ة الفلسطيني
ّ
إسرائيل على المعابر الحدودي
ة. في عام 0102، بعث الرئيس أوباما مبعوثا عنه،
ّ
تحت السيادة الإسرائيلي
السيناتور جورج ميتشل، إلى الشرق الأوسط حيث أجرى "محادثات التقارب"
(المفاوضات غير المباشرة) بين إسرائيل والفلسطينيين بهدف صياغة ورقة
عمل. وانتهت المحادثات دون نتائج. ومنذ تموز 3102 ولغاية نيسان 4102
ّ
ة الامريكي
ّ
جرت مفاوضات حول اتفاق الوضع الدائم تحت رعاية وزير الخارجي
ة اجتماعات عمل؛
ّ
ة والفلسطيني
ّ
جون كيري. وعقدت وفود المفاوضات الإسرائيلي
. وعندما أصبح واضحا أن اتفاقا دائما لم
ّ
شارك في بعض منها الفريق الاميركي
يكن في متناول اليد، جرت محاولة للتوصل إلى اتفاق إطار خلال "محادثات
التقارب". بيد أن هذه أيضا منيت بالفشل.
يرجع فشل هذه المحاولات أساسا إلى حقيقة أن الجانبين عادا للوقوع في الفخ
ذاته، أي مواصلة النقاش حول القضايا المتصلة ببداية الصراع (ملف 8491).
ة انطلاقا من قاعدة امكانية التوصل
ّ
ة العملي
ّ
وبدلا من إجراء المفاوضات السياسي
إ سرائيل أي إطار
إلى حل ينهي مشكلة حدود 7691، لم يشكل الفلسطينيون و
ة متوازنة تقوم على تحديد مصالح متبادلة ب "روح أوسلو"،
ّ
ة تفاوضي
ّ
عمل لعملي
ة بين الطرفين والسعي لاتفاق سلام بينهما. لكن، بدلا من
ّ
والمصالحة التاريخي
عندما لم تتوقف عن توسيع البناء
ّ
ذلك، واصلت إسرائيل تبني النهج العدواني
في المستوطنات، وعندما حاولت أن تملي شروطها للتوصل إلى الاتفاق الدائم،
ة قابلة للحياة، مع توفير عناصر
ّ
وعندما تجاهلت الحاجة إلى إقامة دولة فلسطيني
كي تكون مستقرة وقادرة على العمل. من ناحية أخرى،
ّ
السيادة والتواصل الجغرافي
واصل الفلسطينيون التمترس وراء مطالبهم بالحصول على الاعتراف الكامل
ة. وقد انجر الفلسطينيون
ّ
بحقوقهم المشروعة كشرط للتوصل إلى تسويات عملي
تجاههم، إضافة الى
ّ
ة التوجه الإسرائيلي
ّ
إلى هذه المواقف المتشددة نتيجة لعدواني
ة العامة المستندة إلى قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بحقوقهم
ّ
النظرة الدولي
/ دولة مستقلة/ حدود
ّ
ة: تقرير المصير الوطني
ّ
المشروعة في القضايا الجوهري
7691/ حل مشكلة اللاجئين وقضية القدس. وكانت النتيجة أن كلا الجانبين
باتا متمترسين وراء مواقفهما المتعنتة بشأن كافة القضايا تقريبا.
ة، والفجوات المتبقية
ّ
ملخص لمواقف الجانبين حول القضايا الأساسي
ة خلال جولات التفاوض التي
ّ
على النحو السالف الذكر، جرت مناقشات رسمي
تم خلالها طرح مواقف الطرفين دون هوادة. ومع ذلك، فقد جرت مناقشات
ملموسة بالتزامن مع جولات المفاوضات. وكانت تلك المداولات تجري في محافل
ة.
ّ
صغيرة، في محاولة لتحديد مجالات المرونة المشتركة في القضايا الجوهري
ونجح الجانبان في سد الثغرات بطريقة قربت بينهما في اتجاه التوصل إلى
، وخاصة فيما يتعلق بالأراضي، وطرأت
ّ
حل الدولتين. وتطور النهج الإسرائيلي
عليه تغيرات كبيرة. وفي حين تبددت الاعتبارات المتعلقة بالأمن تدريجيا، بقيت
ة. كما طرأت
ّ
الاعتبارات ذات الصلة بالتسوية حاسمة في الحسابات الإسرائيلي
تغييرات وتنازلات ذات قيمة في مختلف القضايا. وفيما
ّ
على الموقف الفلسطيني
يلي وصف للاتفاقيات والاختلافات بين الجانبين:
ة على أراضي الضفة
ّ
- هناك اتفاق بشأن إقامة دولة فلسطيني
ة
ّ
الدولة الفلسطيني
حتى بداية المفاوضات على التسوية
ّ
ة وقطاع غزة. كان الموقف الإسرائيلي
ّ
الغربي
الدائمة في نهاية عام 9991، يقوم على أن "الكيان الفلسطيني" سيقوم لكن ليس
ّ
بكل مواصفات الدولة. وأنشأت قيادة المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي
برنامجا يسمى "خطوة إضافية" قائما أساسا على الاعتبارات المتعلقة بالأمن.
11 سيتم قريبا نشر دراسة اعدها المقدم (احتياط) في الجيش الاسرائيلي عومر زناني حول
مفاوضات انابوليس وسيتولى نشرها مركز مولاد (مركز تجديد الديموقراطية الاسرائيلية ومركز
تامي شتاينيتس لدراسات السلام. وتوضح هذه الدراسة ان الطرفين واجها عقبات جمة بينها
التفاوت في المواقف حول القضايا الامنية واللاجئين. وكان من الممكن أن تقود هذه التفاوتات
إلى انهيار المحادثات.
1,74,75,76,77,78,79 63,64,65,66,67,68,69,70,71,72,...80
Powered by FlippingBook