المسار السياسيّ الإسرائيليّ الفلسطينيّ على المحور الزمنيّ - page 71

69
رابين لم يعارض المحادثات مع ممثلي منظمة التحرير
ّ
على الرغم من أن
ة، فقد اقتنع بجديتها فقط في منتصف عام 3991. وكان ذلك بعد أن
ّ
الفلسطيني
ة خلال
ّ
ة التالي
ّ
فهم أن الفلسطينيين كانوا على استعداد لقبول الشروط الإسرائيلي
طرة
ّ
ة: تبقى جميع المستوطنات على حالها. تبقى القدس تحت السي
ّ
الفترة الانتقالي
ة الكاملة. تواصل اسرائيل تحمل مسؤوليتها عن أمن الإسرائيليين
ّ
الإسرائيلي
في المناطق. تبقى اسرائيل هي الجهة المسؤولة عن الأمن في مناطق الحكم
. يترك الاتفاق الذي سيجري التوقيع عليه الباب مفتوحا لكل
ّ
الفلسطيني
ّ
الذاتي
الخيارات وصولا الى مفاوضات الحل الدائم. في آب 3991، توصل ممثلو
. وخلال اتصالات
DOP
ة الى اتفاق أطلقوا عليه إعلان المبادئ
ّ
الأطراف المعني
اللحظة الأخيرة، تم تبادل رسائل الاعتراف المتبادل بين اسرائيل ومنظمة التحرير
ة. ثم جرى التوقيع على إعلان المبادئ في 31 أيلول عام 3991 في
ّ
الفلسطيني
البيت الأبيض، بحضور قادة الجانبين.
ة واضحا منذ بداية
ّ
لقيادة منظمة التحرير الفلسطيني
ّ
الرئيسي
ّ
كان الهدف السياسي
عملية أوسلو وهو إقامة دولة مستقلة في حدود 7691، بغرض تلبية مطالب
. ّ
ة وقطاع غزة، لتحريرهم من الاحتلال الاسرائيلي
ّ
سكان المناطق في الضفة الغربي
ة، لكنه لم
ّ
وتطابق هذا الهدف مع المبادئ السياسية لمنظمة التحرير الفلسطيني
درجا في إعلان المبادئ أو الاتفاقات المؤقتة التي تم توقيعها مع إسرائيل.
ُ
يكن م
خلافا لقيادة منظمة التحرير الفلسطينية، فقد اعتبرت القيادة الإسرائيلية عملية
أوسلو خطوطا عريضة لاتفاق دون تحديد الوجهة النهائية له. لقد كان قرارا يفتقر
. ويمكن القول إن إسرائيل
ّ
والى التصميم التاريخي
ّ
الى المنظور الاستراتيجي
لأي اتفاق على الإطلاق. وكانت المرة
ّ
استراتيجي
ّ
لم يكن لديها أساس نظري
الأولى التي قدم فيها رئيس الوزراء اسحق رابين وجهة نظره بشأن الاتفاق الدائم
في خطاب ألقاه في الكنيست بعد عامين من توقيع رسائل الاعتراف المتبادل:
ة مساحة
ّ
"... ننظر إلى الحل الدائم في إطار دولة إسرائيل التي تشمل غالبي
ّ
أرض إسرائيل كما كانت تحت الانتداب البريطاني، والى جانبها كيان فلسطيني
ة السكان الفلسطينيين الذين يعيشون في قطاع غزة والضفة
ّ
يكون موطنا لغالبي
ة في إدارة
ّ
ة. نريد أن يكون هذا الكيان أقل من دولة، ويعمل باستقلالي
ّ
الغربي
حياة الفلسطينيين تحت سلطته. ستكون حدود دولة إسرائيل ساعة التوصل الى
الاتفاق الدائم وراء الخطوط التي كانت قائمة قبل حرب الأيام الستة.... لن
"
5
نعود إلى خطوط 4 حزيران 7691.
ا ومتفقا عليه تسعيان
ّ
ة هدفا نهائي
ّ
عمليا، لم تحدد اسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطيني
ة أوسلو، حيث ان هدف كهذا كان يمكن أن يؤثر على
ّ
إلى تحقيقه أثناء عملي
السياسة الاساسية خلال الفترة الانتقالية. ونتيجة لذلك، لم يكن الاتفاق مطلوبا
التي ستوجههم خلال المفاوضات على
ات
ّ
مصدر الصلاحي
في تلك المرحلة على
ة والبالغة
ّ
التسوية الدائمة، التي كان من المفترض أن تبدأ خلال الفترة الانتقالي
أن بناء الثقة سيتم بين الجانبين
ّ
مدتها خمس سنوات. كان الافتراض الرئيسي
ة
ّ
ة، وأن هذا سيساعد الاطراف على حل القضايا الجوهري
ّ
خلال الفترة الانتقالي
ّ
عندما يحين موعدها. لكن تجاهل الطرفين لضرورة تحديد الهدف السياسي
ة
ّ
ات جسد القصور الكامن في القرارات الاستراتيجي
ّ
ومصدر الصلاحي
ّ
النهائي
لدى الجانبين. وقد عبر عن هذا القصور فشل الطرفين واجراءاتهما التي تمت
ة
ّ
ة. لقد كانت تلك إخفاقات تآكلت بسببها الثقة والمصداقي
ّ
خلال الفترة الانتقالي
لدى الطرفين، ما أدى الى التخفيض التدريجي لرغبتهما في "دفع" الثمن المطلوب
هو التنازل عن
ّ
للتوصل إلى اتفاق دائم. كان "الثمن" بالنسبة للطرف الفلسطيني
التنازل عن أراضي 7691.
ّ
مطالبتهم بحق العودة، وبالنسبة للجانب الإسرائيلي
واصلت إسرائيل البناء في المناطق بوتيرة رأى فيها الفلسطينيون تعبيرا عن عدم
ٍ
ة الاعتراف بأن هذه المناطق هي أراض
ّ
رغبة أو عدم قدرة القيادة الإسرائيلي
فلسطينية يجب أن تتخلى عنها. اضافة الى ذلك، فان اسرائيل لم تنفذ الانسحاب
، والذي كان سيؤدي حسب التفسير
ّ
الثالث المنصوص عليه في الاتفاق الانتقالي
إلى انسحاب إسرائيل من أجزاء كبيرة من الأراضي. كما أن السلطة
ّ
الفلسطيني
ة التي قبلت بها منظمة
ّ
هي الأخرى بأحد الالتزامات الرئيسي
ِ
ة لم تف
ّ
الفلسطيني
ة وهي تجنب العنف والإرهاب، واعتماد كافة الوسائل اللازمة
ّ
التحرير الفلسطيني
السلطة
ِ
ة ضد مرتكبيه. لم تلب
ّ
لمحاربة العنف بما في ذلك اتخاذ الخطوات القانوني
5 أنظر خطاب رابين أمام الكنيست يوم 5 تشرين أول 5991، خلال تبني الاتفاق المرحلي.
:
مقتطفات بالانجليزية
ة توقعات إسرائيل بشأن الامتناع عن التحريض والدعاية المعادية، إذ
ّ
الفلسطيني
لم تتخلخل روح الاتفاق في صفوف الفلسطينيين بطريقة من شأنها ضمان نبذ
استخدام الإرهاب وأعمال العنف الأخرى.
وكانت نتيجة هذا الواقع الفتقار الكامل للانسجام بين تصريحات القادة عن "سلام
ة على الارض. فالمفاوضات
ّ
" و"سلام الشجعان"، وبين الممارسة العملي
ّ
تاريخي
، جرت دون أن
ّ
حول الاتفاقات المؤقتة، ومن ثم مفاوضات الوضع النهائي
. وخدمت عملية التقارب
6
توجهها الأهداف المشتركة أو المصالح المحددة للطرفين
علن والواضح من
ُ
بين الطرفين أهدافا محددة وقفت على نقيض من الهدف الم
ة
ّ
والقرارات الاستراتيجي
ّ
ة. وأدى عدم وجود التصميم التاريخي
ّ
ة السياسي
ّ
العملي
ة في هذا السياق إلى تحفيز كلا الطرفين لخلق وقائع على الأرض.
ّ
السياسي
وكان الغرض من ذلك خلق وقائع على الأرض من شأنها التأثير على اتفاقات
الوضع الدائم عندما تحين ساعة التوصل اليها. كان ذلك متصلا أساسا باعتماد
ة، وعلى الجانب
ّ
الفلسطينيين مظاهر السيادة وتأسيس وجودهم في القدس الشرقي
بالاستيطان في المزيد من الأراضي. باختصار، سلك كل طرف
ّ
الإسرائيلي
ة لم تكن موجودة. وساهم هذا الواقع
ّ
ا مستقلا كما لو أن العملية السياسي
ً
سلوك
إ طالة أمد العنف بين الجانبين، فضلا عن محاولات بذلها
في تقويض الثقة و
ض هذا السلوك من فرص التوصل إلى
َّ
الطرفان لتدويل الصراع. وأخيرا، خف
إ حلال السلام.
ة و
ّ
تسوية سياسي
المفاوضات حول الاتفاق الدائم 9991-4102
ة حول الاتفاق الدائم: مفاوضات
ّ
عقدت حتى الآن ثلاث جولات مفاوضات رئيسي
إ يهود باراك (9991-1002)، وأخرى في فترة الرئيس محمود
فترة ياسر عرفات و
إ يهود أولمرت (8002) والثالثة في فترة الرئيس عباس وبنيامين نتنياهو
عباس و
(3102-4102). وبينما تم تضييق الفجوات بين الطرفين بشأن معظم القضايا،
ة في الصراع حالت دون التوصل إلى اتفاق دائم.
ّ
فقد بقيت هناك مشاكل جوهري
مناهج متضاربة في إجراء المفاوضات
استندت عملية أوسلو على قرارات الأمم المتحدة 242 و833 التي تعاملت
ة التي نجمت عن حرب عام 7691، وكان
ّ
ة والإنساني
ّ
مع حل المشاكل الإقليمي
إلى جانب إسرائيل.
ّ
فلسطيني
ّ
من المفترض أن تؤدي إلى إقامة كيان سياسي
وكان من المفرروض ان يتحدد وضع هذا الكيان في مفاوضات التسوية الدائمة
ة ومدتها خمس سنوات. بيد أن مخلفات انعدام الثقة
ّ
في نهاية الفترة الانتقالي
ة قلصت من استعداد الطرفين قبول
ّ
المتبادلة بين الطرفين خلال الفترة الانتقالي
تنازلات وحلول غامضة خلال مفاوضات التسوية الدائمة. لذلك، وعندما بدأت
مفاوضات الوضع الدائم في تشرين ثاني 9991، اتفق الجانبان على أن تكون
المحادثات حول اتفاق شامل وكامل، تتم صياغته بأسلوب واضح ومفصل،
ما يؤدي إلى حل جميع قضايا الصراع وهي: القدس، والأراضي، واللاجئين،
، وسائر
ّ
ة، وتقسيم المجال الجوي
ّ
ة، وتقسيم الموارد الطبيعي
ّ
والاتفاقات الأمني
جميع مجالات الحياة.
توجيهات رئيس الوزراء إيهود باراك، الذي لم يشأ أن
ّ
اتبع الجانب الإسرائيلي
يكون هناك مزيد من الاتفاقات المؤقتة طويلة الأمد، التي يتعين فيها على
اسرائيل ان تتنازل عن ممتلكات إضافية للفلسطينيين، مثل الجولة الثالثة، أو ما
عرف باسم "تكتيكات السلامي" أو الخطوة خطوة، وأراد بالمقابل مفاوضات تقود
عارض التفاوض على اتفاقات
ّ
إلى إنهاء الصراع. كما أن الجانب الفلسطيني
ة، وأعلن أن "أي شيء نقرره الآن، يبقى معنا إلى الأبد، واي
ّ
مؤقتة إضافي
تبادل الجانبان المجاملات حول
7
شيء نتخلى عنه الآن، سيضيع إلى الأبد."
ا، ورغبة الطرف الآخر في الموافقة على "إغلاق" جميع
ً
ة النهج الجاد جد
ّ
إيجابي
ة لصياغة غامضة.
ّ
القضايا، وعدم ترك أي موضوع خطير ضحي
6 لم يتم تحديد الأهداف العليا في مفاوضات الحل الانتقالي الذي تم التوقيع عليه في واشنطن
يوم 825 أيلول 5991. وعوضا عن ذلك، تبنى الطرفان بحذر صيغ من شأنها أن تسمح
بليونة قصوى خلال مفاوضات الحل الدائم. وأشارت نصوص الاتفاق إلى أن (البند 13،
الفقرات الاخيرة، رقم 6 " لا يؤثر أي أمر في هذا الاتفاق على نتيجة مفاوضات الوضع الدائم
التي ستجري لاحقا عملا باعلان المبادئ كما لا يعني مشاركة أي طرف في هذا الاتفاق
تنازله أو نبذه لأي من حقوقه أو مطالبه أو مواقفه الراهنة.
7 شهادة الكاتب عن اجتماعات عقدت بين المتفاوضين في نيفي ايلان يوم 41 تشرين ثاني
.1999
1,72,73,74,75,76,77,78,79 61,62,63,64,65,66,67,68,69,70,...80
Powered by FlippingBook