المسار السياسيّ الإسرائيليّ الفلسطينيّ على المحور الزمنيّ - page 72

ّ
على المحور الزمني
ّ
الفلسطيني
ّ
الإسرائيلي
ّ
المسار السياسي
70
الشامل، (وليس فقط تلك المشاكل
ّ
رت فكرة التوصل إلى الحل النهائي
ّ
تقر
المتصلة بعام 7691 وحده)، خلال بداية المناقشات بشأن الاتفاق الدائم. وكان
ة العظيمة إزاء
ّ
معنى ذلك أن الطرفين كانا يدركان حجم مسؤولياتهما التاريخي
مستقبل شعبيهما، ونوع الدولة التي سيقيمون للأجيال القادمة. بيد أن غياب
ة كهذه
ّ
ة متفق عليها للسلطات كان ظاهرا منذ البداية، حيث أن مرجعي
ّ
مرجعي
كانت ستساهم في التوصل إلى حل شامل للقضايا العالقة بين الطرفين منذ
ة هي القرارات التي اتخذتها الأمم
ّ
8491. طالب الفلسطينيون أن تكون المرجعي
. وكانوا بذلك يشيرون
ّ
- الإسرائيلي
ّ
المتحدة على مدى سنوات الصراع الفلسطيني
ة التي تم تبنيها في قمة كامب ديفيد 8791 خلال المفاوضات
ّ
إلى المرجعي
ة. في تلك القمة تقرر أن تستند مفاوضات حل الصراعات
ّ
ة-الاسرائيلي
ّ
المصري
بين إسرائيل والعرب والفلسطينيين إلى قراري الأمم المتحدة 242 و 833 ومبدأ
"الأراضي مقابل السلام".
وبالتالي، ومن وجهة نظر الفلسطينيين، كان من المفترض أن تؤدي المفاوضات
ة" وليس نتيجة لعدم التماثل
ّ
ة الدولي
ّ
إلى إحقاق حقوقهم المستمدة من "الشرعي
القائم في مواجهة إسرائيل. وبعبارة أخرى، لم يكن هناك أي مجال للتنازل عن
ّ
الحقوق، ولكن فقط الاعتراف بها وتنفيذها. اعتمد الفلسطينيون الموقف الأساسي
شيء.
ّ
القائل بأنه "ليس لديهم ما يعطونه" لذلك، لم يكن عليهم التنازل عن أي
حين اعترفوا باسرائيل وقبلوا
ّ
من وجهة نظرهم فانهم قدموا حلهم الوسط التاريخي
بالقرار 242 كأساس للحل، وبكلمة اخرى، إكتفوا بنسبة قليلة من فلسطين تبلغ
22%. وحسب هذا الموقف، فإن المفاوضات مع إسرائيل لا يفترض بها أن
ة، بل إلى الحصول على شيء مقابل التسوية، وهو
ّ
تؤدي إلى تنازلات اضافي
ة المشروعة التي انتزعها منهم الاحتلال بالقوة، وبالتالي
ّ
إحقاق الحقوق الفلسطيني
ة في
ّ
إقامة دولة قابلة للحياة. وتحول هذا الموقف إلى استراتيجيتهم الاساسي
في فترات باراك وأولمرت ونتنياهو.
ّ
مفاوضاتهم حول الوضع النهائي
، الذي فضل قيام دولة
ّ
وعلى النقيض من هذا التوجه، فإن الجانب الإسرائيلي
ة بصلاحيات محدودة، طالب أن يكون أساس المفاوضات حلا وسطا
ّ
فلسطيني
منصفا، يأخذ بالحسبان الحقائق على الأرض التي برزت منذ عام 7691 ويلبي
ة تستند إلى خلق ثقل
ّ
ة. وكانت هذه النظرة الاسرائيلي
ّ
احتياجات إسرائيل الأمني
مواز من المصالح يجعل من الاتفاق مصلحة مشتركة للطرفين. لهذا السبب
ة، على الرغم من أنها قبلت
ّ
ة الدولي
ّ
أرادت إسرائيل أن تنأى عن مسألة الشرعي
ة اوسلو ومفاوضات الحل الدائم.
ّ
بالقرار 242 كأساس لعملي
أدت هذه الاختلافات في النهج إلى فشل الاتصالات بين الطرفين، وخلقت أمامهما
ة في إجراء مفاوضات الحل الدائم في جميع مراحله. لهذا
ّ
صعوبة موضوعي
لماذا لم يكن الفلسطينيون
ّّ
السبب، على سبيل المثال، لم يفهم الجانب الاسرائيلي
ة".
ّ
على استعداد لقبول المقترحات التي رأى الإسرائيليون أنها "منصفة" أو "سخي
وبالإضافة إلى ذلك، فإن الإسرائيليين لم يفهموا لماذا رفض الفلسطينيون تقديم
مقترحات من عندهم. والتفسير، بالنسبة لهم، هو أن الفلسطينيين لم يروا أي
حاجة لتقديم مقترحات خاصة بهم، بل أنهم كانوا يودون ممارسة حقوقهم التي
نصت عليها قرارات الأمم المتحدة. وفي نظر الفلسطينيين، فإن المقترح الوحيد
ا" هو ذاك الذي يتكيف مع قرارات
ّ
الذي كان يمكن أن يكون "منصفا" أو "سخي
ة
ّ
الامم المتحدة. ولهذا السبب، عارض الفلسطينيون في البدء الفكرة الإسرائيلي
بتقديم "اتفاق الإطار"، لأنهم كانوا يعتبرون قرارات الامم المتحدة بذاتها اطارا
، هو فقط
ّ
للاتفاق. لذلك، فان هدف المفاوضات، حسب الموقف الفلسطيني
تطبيق هذه الحقوق على الأرض.
لكل طرف بشأن نقطة البداية للتفاوض
ّ
يبدو من الواضح أن الخيار الاستراتيجي
على اتفاق دائم (قرارات الأمم المتحدة مقابل "تسوية عادلة") يعكس طبيعة
ة
ّ
ة، سواء كانت أسبابا سياسي
ّ
ة السياسي
ّ
ة للأطراف في العملي
ّ
القرارات الاستراتيجي
ة لم تتخذ قرارا واضحا بشأن
ّ
ة أو غيرها. وبالتالي، فان القيادة الإسرائيلي
ّ
أو عقائدي
ة وقطاع غزة، فيما لم تتخذ القيادة الفلسطينية
ّ
التخلص من أراضي الضفة الغربي
أي قرار واضح بشأن التنازل عن مطلبهم بعودة لاجئي عام 8491 إلى إسرائيل.
ة على طريق الاتفاق الدائم: بين "نهاية الصراع"
ّ
حقول الألغام السياسي
والعودة إلى بدايته
من
ّ
الذي آمل الفلسطينيون تحقيقه هو الاستقلال السياسي
ّ
كان الهدف الوطني
ة. كانت مواقفهم بخصوص الاتفاق الدائم واضحة: دولة
ّ
خلال المفاوضات الثنائي
ة على أساس مبدأ تقرير المصير ككل الأمم، والاعتراف بحل الدولتين
ّ
فلسطيني
ة
ّ
على أساس قرار الأمم المتحدة رقم 181؛ حدود 7691، بما فيها القدس الشرقي
كعاصمة. وكان هذا الموقف قائما على مبدأ عدم جواز ضم الاراضي عن
طريق القوة انسجاما مع قرار الامم المتحدة 242 (حسب التفسير المبني على
السابقتين اللتين تحققتا مع مصر وفي المفاوضات مع سوريا)، وحق اللاجئين
، واستنادا إلى القرار 242 الذي
ّ
في العودة باعتباره حقا أقره القانون الدولي
طالب بالتوصل إلى حل عادل لمشكلة اللجئين، وحسب الفلسطينيين، فان "الحل
العادل" جرى تعريفه في قرار الأمم المتحدة رقم 491 والذي يتضمن حق العودة.
عشية مفاوضات الاتفاق الدائم في نهاية عام 9991، طرح رئيس الوزراء إيهود
باراك للمرة الأولى مواقف إسرائيل بشأن الاتفاق الدائم: اتفاق من شأنه أن يضع
ة لكل جانب/ الاعتراف المتبادل
ّ
نهاية للصراع، بما في ذلك جميع المطالب الوطني
ة المشروعة لكلا الطرفين/ الحفاظ على كيانين منفصلين في
ّ
بالحقوق السياسي
أرض إسرائيل/ عدم عودة إسرائيل إلى حدود عام 7691/ بقاء القدس تحت
ة تحت
ّ
ة الرئيسي
ّ
ة/ بقاء معظم المستوطنين في الكتل الاستيطاني
ّ
السيادة الإسرائيلي
نهر الأردن دون وجود
ّ
ة/ نزع سلاح الاراضي الواقعة غربي
ّ
السيادة الإسرائيلي
أو أسلحة ثقيلة فيها/ حصول إسرائيل على حقوق في المياه القادمة
ّ
لجيش أجنبي
8
من منطقة يهودا والسامرة/ اللاجئون لن يعودوا إلى أراضي دولة إسرائيل.
ة
ّ
نظرة فاحصة على مواقف الجانبين تكشف ثغرات كبيرة في ثلاث قضايا مركزي
+
ة: الاراضي – فارق جوهري بين نقطة البداية الإسرائيلية (المستوطنات
ّ
أساسي
الاحتياجات الأمنية) وبين الموقف الفلسطيني (خطوط 7691)/ اللاجئين - رفض
إسرائيل مطلق للمطلب الفلسطيني بالاعتراف بحق العودة/ قضية القدس - المطلب
ة مقابل المطلب
ّ
ة عاصمة الدولة الفلسطيني
ّ
بأن تكون القدس الشرقي
ّ
الفلسطيني
ة. تشبث الفلسطينيون
ّ
بأن تبقى القدس موحدة تحت السيادة الاسرائيلي
ّ
الاسرائيلي
ة في كل
ّ
بأن على إسرائيل أن تعترف أولا بحقوقهم الأساسي
ّ
بموقفهم الأساسي
قضية. عندها فقط سيكون بالإمكان مناقشة المرونة في التنفيذ (نهج من أعلى
إلى أسفل). من ناحية أخرى، فقد طالبت إسرائيل بإجراء النقاش على تفاصيل
ّ
الحل لكل قضية (نهج من أسفل إلى أعلى) واقترحت على الجانب الفلسطيني
اعتبار الحل الذي سيتحقق، تحقيقا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بالصراع.
وبالنظر إلى النهجين المتضاربين اللذين اتبعهما الفلسطينون والاسرائيليون في
ة المفاوضات إضافة إلى الفجوات بين مواقفهما، فإن الطرفين فشلا في
ّ
عملي
تشكيل إطار المفاوضات التي من شأنها أن تلبي مصالح الجانبين. استغلت
إسرائيل قوتها وحقيقة كونها الجانب المطلوب منه "العطاء" (الأراضي، والاعتراف،
السلطات الخ) كي تملي أهدافها، واعتمدت إسرائيل على مبدأ تقديم "الحد الادنى
لها. فكانت خطوطها الحمراء
ً
من التنازلات"، لأنها كانت تعتبر كل تنازل خسارة
ّ
واضحة: لا لدولة دائمة قابلة للحياة، لا للعودة إلى حدود 7691، ولا لموضوعي
، ّ
القدس واللاجئين. وفوق كل ذلك تمت إناطة مهمة التفاوض بالجيش الاسرائيلي
ة من المفاوضات، على أهميتها القصوى في خلق
ّ
ما يعني أن الجوانب المدني
لت لصالح الأمن.
ِ
ز
ُ
السلام بين الشعبين، اخت
إلى المفاوضات وساهم بشكل كبير
ّ
التفاوضي
ّ
أساء هذا النهج الاسرائيلي
لما أكثرت إسرائيل من استخدام قوتها التفاوضية على طاولة
ُ
في إفشالها. وك
لما أدرك الفلسطينيون أكثر فأكثر حاجتهم لوضع المزيد من
ُ
المفاوضات، ك
الضغوط بهدف إجبار إسرائيل على إبداء المزيد من الليونة. استخدم الفلسطينيون
وسائل شتى لمارسة الضغط على إسرائيل، من بينها التهديد بإعلان الدولة
ة والمساهمة في المواجهات
ّ
المستقلة من طرف واحد، وتصليب مواقفهم التفاوضي
العنيفة وتدويل الصراع.
، ّ
ة للجانب الفلسطيني
ّ
كان أحد التعبيرات البارزة لتصلب المواقف التفاوضي
فيما يتعلق بعودة اللاجئين إلى إسرائيل على
ّ
تركيزهم على المطلب الأساسي
ة أوسلو، فقد
ّ
أساس القرار 491. وبينما كان هذا المطلب قائما قبل البدء بعملي
كانت قيادة منظمة التحرير تدرك أن هذا المطلب غير قابل للتنفيذ، ولن يحصل
، لأنه يعني إلغاء وجود إسرائيل. [كما يتناقض ذلك
ّ
على تأييد المجتمع الدولي
مع مطلب الاعتراف بحدود عام 7691 كأساس للمفاوضات على حدود الكيان
ّ
، باعتبارها حدودا مشروعة وممكنة]. يبدو أن المطلب الفلسطيني
ّ
الفلسطيني
8 انظر شاؤول اريئيلي في مقاله الملحق في هذا الكتيب التي تحيلنا إلى: ملف مشروع المفاوضات
بينإسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية (بالعبرية) الصادر يوم 02 تشرين اول 9991.
1,73,74,75,76,77,78,79 62,63,64,65,66,67,68,69,70,71,...80
Powered by FlippingBook