المسار السياسيّ الإسرائيليّ الفلسطينيّ على المحور الزمنيّ - page 75

73
ة إلى طريق مسدود في المحادثات، زادت الولايات
ّّ
ومنظمة التحرير الفلسطيني
المتحدة من حجم مشاركتها، فقدمت مقترحات "لجسر الهوة" بين الجانبين، إضافة
في المفاوضات.
ّ
إلى التواجد الفعلي
ساهم الأميركيون بتواضع في سد الفجوات بين مواقف الجانبين في سياق
المفاوضات حول الاتفاق الدائم. عموما، فقد غيروا مواقفهم الدائمة بشأن
الصراع بتردد وحذر كبيرين، وعادة ما فعلوا ذلك عندما أظهر الطرفان مرونة
ة.
ّ
وتبنيا موقفا أكثر تقدمي
ة مستقلة،
ّ
ة تأسيس دولة فلسطيني
ّ
على مر السنين، عارضت الإدارات الأميركي
ولم يتغير
13
بينما التزمت الصمت إزاء الامر بعد التوقيع على اتفاق أوسلو.
ة إلا بعد أن أعربت إسرائيل عن استعدادها للتصالح مع
ّ
موقف الادارة الامريكي
ة خلال مسار المفاوضات حول الاتفاق الدائم. ومع
ّ
فكرة إقامة دولة فلسطيني
ة
ّ
ذلك، ونظرا لمواقف إسرائيل في المفاوضات، عارض الامريكيون دولة فلسطيني
ة. بيد أنها لم تدعم مقترح "الحكم
ّ
"مستقلة"، وخاصة فيما يتعلق بالقضايا الأمني
ترحيبه بدولة
ّ
الخالص". كانت المرة الاولى التي أعلن فيها رئيس أمريكي
ّ
الذاتي
ة في حزيران 2002 عندما طرح الرئيس جورج بوش الإبن رؤيته فيما
ّ
فلسطيني
مع بداية عام 8002، وبالتزامن
14
. ّ
– الفلسطيني
ّ
يتعلق بالصراع الإسرائيلي
ة أنابوليس، شجعت الولايات المتحدة ودعمت برامج "على طريق بناء
ّ
مع عملي
الدولة"، بما في ذلك الإصلاحات المتعلقة بالأمن والحكم الرشيد بهدف رفع
درجة استعداد الفلسطينيين لاقامة دولة الى حدها الاقصى.
ة باستمرار وطيلة سنوات موقفا بأن على إسرائيل أن
ّ
تبنت الإدارات الأميركي
ة طفيفة وتنفيذ
ّ
تنسحب من جميع الأراضي إلى خطوط 7691 مع تعديلات حدودي
رحت هذه القضايا على طاولة المفاوضات،
ُ
ة مناسبة. وعندما ط
ّ
ترتيبات أمني
طلب الامريكيون من إسرائيل ابداء مرونة كبيرة في نطاق وجودة وتواصل
. كما طلبوا من الفلسطينيين أن
ّ
الأراضي التي ستنقلها إلى الكيان الفلسطيني
يفهموا أن إسرائيل لا تستطيع إخلاء جميع الأراضي لأسباب تتعلق بالأمن
ة
ّ
والاستيطان. وأعترف الأميركيون بمطالب إسرائيل بأن تكون الدولة الفلسطيني
، ّ
ة لإعادة الانتشار الاسرائيلي
ّ
منزوعة السلاح، وبأن تكون هناك فترة انتقالي
ة في غور الأردن لفترة محدودة. وفضلت الإدارات
ّ
وأن تبقى القوات الإسرائيلي
ة على نحو مستمد من الاتفاق، من أجل حل
ّ
ة خيار تمركز قوة دولي
ّ
الامريكي
ة. وفي محادثات أنابوليس (8002) شعروا أن الاتفاقات
ّ
ة الرئيسي
ّ
القضايا الأمني
وقوات
ّ
إقليمي
ّ
ة يمكن أو حتى يجب أن تكون مدعومة من قبل نظام أمني
ّ
الأمني
ة. وفي المحادثات التي بدأها وزير الخارجية كيري (3102-
ّ
ة أجنبي
ّ
عسكري
ة من شأنها أن تلبي حاجات اسرائيل
ّ
4102)، وضع الامريكيون خطة أمني
ة باستخدام تقنيات التتبع والاستخبارات المتقدمة.
ّ
الامني
بشأن المستوطنات ثابتا دائما، واعتبرها عقبة في طريق
ّ
كان الموقف الأمريكي
ة، فإن تعقيدات حل قضية المستوطنات
ّ
السلام. وحسب جميع الإدارات الامريكي
ّ
نمت مع مرور الوقت بسبب الزيادة الكبيرة في عدد المستوطنين والتوزيع الجغرافي
بأن على الجانبين إيجاد صيغة
ّ
الواسع للمستوطنات. وكان موقفهم الأساسي
31 طرحت ادارة الرئيس كلينتون موقفا عاما أشار إلى مسالة الدولة الفلسطينية عندما أعلن
الرئيس كلينتون عشية لقائه بالرئيس عرفات في كانون ثاني 8991 أن للفلسطينيين الحق
بالحياة كأمة حرة، لكنه بعد ذلك قال إنه لم يقصد دولة فلسطينية. انظر
41 كان الرئيس بوش متشائما فيما يختص بقدرة الفلسطينيين على تأسيس دولة بالمفهوم العملي.
ووافق على مقترح اسرائيل بتأسيس دولة فلسطينية على مراحل بعد أن يثبت الفلسطينيون
أنهم قادرون على ذلك. وتبعا لذلك، عرض الرئيس بوش مرحلة انتقالية يتم على أساسها
تأسيس دولة فلسطينية بحدود مؤقتة تتمتع فقط ببعض مكونات السيادة. وهكذا أعادت الادارة
الامريكية طرح فكرة الفترة الانتقالية في اتجاه الحل الدائم.
وحسب
15
من شأنها أن تسمح لجزء كبير من المستوطنين بالبقاء حيث هم.
ة، كان من المهم العمل بسرعة على اتخاذ القرارات حول
ّ
وجهة النظر الأمريكي
الحدود من أجل وقف استمرار البناء في المناطق التي لن تكون جزءا من دولة
إسرائيل بموجب شروط الاتفاق الدائم.
للمبدأ القائل إن "القدس
ّ
في ضوء التأييد الواسع في الكونغرس واللوبي اليهودي
ة تبني أي موقف
ّ
ة"، تجنبت الإدارات الأمريكي
ّ
الموحدة هي عاصمة إسرائيل الأبدي
أو واضح حول هذا الموضوع. لم يعترف الامريكيون بالمدينة عاصمة
ّ
رسمي
ة، ولكنهم يعارضون تقسيم المدينة ويفضلون
ّ
لإسرائيل ولا بضم القدس الشرقي
ة بين الجانبين. في مفاوضات الحل
ّ
أن تترك المسألة الى المفاوضات المستقبلي
الدائم التي جرت في النصف الأول من عام 0002، فضل الأميركيون موقف
ة حتى النهاية، بسبب تعقيداتها. ومع
ّ
إسرائيل بتأجيل النقاش حول هذه القضي
ذلك، وفي النصف الثاني من نفس العام حين ناقش الطرفان الأفكار المختلفة
بشأن المدينة ومقدساتها، دعم الأمريكيون تقسيم المدينة إلى عاصمتين على
. ثم تقدموا بمقترحات بشأن الأماكن المقدسة، بما في ذلك خطة
ّ
أساس ديموغرافي
الرئيس كلينتون بنقل السيادة على موقع جبل الهيكل/ الحرم الشريف إلى مجلس
الأمن الدولي، الذي يتولى لاحقا نقل الوصاية الى الفلسطينيين. في السنوات
اللاحقة، امتنع الاميركيون عن تقديم موقف من القضية، لكنهم واصلوا القول
. وفي محادثات أنابوليس (8002)
ّ
ة غير شرعي
ّ
إن البناء في القدس الشرقي
ا،
ّ
ا، وليس جغرافي
ّ
بتقسيم البلدة القديمة سياسي
ّ
أيد الامريكيون الموقف الفلسطيني
وفق ما جاء في مقترحات كلينتون.
ة عن معالجة مطلب عودة اللاجئين،
ّ
بشكل عام، امتنعت الإدارات الأمريكي
ناقش في المفاوضات بين الجانبين. خلال
ُ
وقالت إن هذا الموضوع يجب أن ي
مفاوضات الاتفاق الدائم، قبل الامريكيون بموقف إسرائيل المعارض لعودة
ة لحل مشكلة اللاجئين،
ّ
اللاجئين إلى إسرائيل. واقترح الرئيس كلينتون بدائل عملي
من إسرائيل بالاعتراف بمسؤوليتها عن قضية
ّ
بما في ذلك المطلب الفلسطيني
اللاجئين والاعتراف بحقوقهم في العودة إلى ديارهم وأراضيهم. ومع ذلك، لم
الصيغ التي اقترحها كلينتون بقبول أي من الطرفين.
َ
تحظ
ة
ّ
تقييم الوساطة الأمريكي
ة أوسلو منذ أيلول 3991 من
ّ
ة التي وجهت عملي
ّ
توقعت الإدارات الأمريكي
ة أن تنفذا بشكل حقيقي وفعلي الاتفاقات
ّ
إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطيني
التي وقعتا عليها والتزمتا بها. وفيما كان الامريكيون يتفادون التورط العميق
ة، فإنهم تدخلوا في أوقات الأزمات والجمود من أجل تحديد
ّ
ة السياسي
ّ
في العملي
ة. وهكذا، بعد وقف مفاوضات
ّ
أسباب الأزمة وتفادي الانهيار الكامل للعملي
التسوية الدائمة (كانون ثاني 1002)، ونتيجة لتصعيد الصراع العنيف بين
إسرائيل والفلسطينيين، تدخلت الولايات المتحدة بهدف صياغة توصيات من أجل
ة والتوصل إلى الاتفاق الدائم. وكتب
ّ
ة السياسي
ّ
إنهاء الصراع واستئناف العملي
السيناتور جورج ميتشل تقريرا أشار فيه إلى سببين رئيسيين
ّ
المبعوث الأميركي
ّ
ة: الارهاب الفلسطيني
ّ
ة السياسي
ّ
وراء أزمة الثقة بين الجانبين وانهيار العملي
ة.
ّ
والبناء في المستوطنات الإسرائيلي
ة التي كانت وراء عدم قدرة الطرفين
ّ
كانت هذه النظرة الثاقبة حول الأسباب الأساسي
في كل المحاولات لدفع الطرفين
ّ
التوصل إلى اتفاق قد رافقت الموقف الأميركي
ة. وكان التقييم بأن إزالة هاتين العقبتين، الإرهاب
ّ
ة السياسي
ّ
لاستئناف العملي
ة
ّ
والبناء في المستوطنات، من شأنها أن تمهد الطريق لاستئناف العملي
ّ
الفلسطيني
51 لا بد من التذكير بان وزير الخارجية الامريكي جورج شولتز قال عام 2891 بأنه يوافق
مع الطرح القائل بأن لليهود الحق في الاقامة في المناطق. وفي تقديره، فانه لن يتم إزالة
المستوطنات في الحل النهائي. بيد أنه أشار إلى أن سكان هذه المستوطنات لا بد وان
يعيشوا تحت سيطرة الحكومة التي يتم تأسيسها في السياق والتي يتم الاتفاق عليها من خلال
المناقشات بما يشابه حقوق العرب المقيمين في اسرائيل. انظر: شولتز: الولايات المتحدة لا
تبحث عن فرض حل لمشكلة الشرق الاوسط – 41 ايلول 2891
1,76,77,78,79 65,66,67,68,69,70,71,72,73,74,...80
Powered by FlippingBook