المسار السياسيّ الإسرائيليّ الفلسطينيّ على المحور الزمنيّ - page 70

ّ
على المحور الزمني
ّ
الفلسطيني
ّ
الإسرائيلي
ّ
المسار السياسي
68
إفراييم لافي
الشروط الاستراتيجية
لحل الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني
1
الرسالة الرئيسية
عندما ندرس طبيعة القرارات التي اتخذتها قيادتا إسرائيل ومنظمة التحرير
ة عندما دخلتا عملية أوسلو، نجد أن القيادتين كانتا تفتقران إلى
ّ
الفلسطيني
ات تتعلق بتحقيق هدف تقسيم البلاد وتسوية الصراع فيما بينهما.
ّ
استراتيجي
كان الافتقار الى تصورات شاملة ومتماسكة تحدد الهدف الأسمى من عملية
السلام، الى جانب وسائل مناسبة للعمل كانت ضرورية لتحقيق هذا الهدف،
.
2
ة
ّّ
ة التاريخي
ّ
بما في ذلك اتخاذ القرارات الوطني
ة من بدايتها، وزرع بذور عدم
ّ
ة السياسي
ّ
لقد ألقى هذا الأمر بظلاله على العملي
الثقة المتبادلة خلال الفترة الانتقالية، ومنع الطرفين من حل الصراع. وكل ذلك
جرى على الرغم من أن الطرفين ضيقا الفجوات بينهما، وفتحا هوامش من
ا.
ّ
المرونة التي كان يمكن لها أن تحقق اتفاقا سياسي
يقول بوجوب إجراء الطرفين مفاوضات مباشرة، انطلاقا
ّ
ان الاستنتاج الرئيسي
، ومن التزام
ّ
والفلسطيني
ّ
يحظى بدعم الجمهورين الإسرائيلي
ّ
من قرار استراتيجي
حقيقي للتوصل إلى اتفاق سياسي يشمل تقسيم الأرض. ويرتكز هذا القرار
وحقوقا
ً
متساويا
ً
بالضرورة على الاعتراف المتبادل بأن لكلا الشعبين وضعا
متساوية في تقرير المصير والسلام. كما ينبغي عليهما الاعتراف بأن اتفاقات
ة ولوجودهما، حتى ولو
ّ
السلام يجب أن تضمن تقرير المصير لهويتهما الوطني
كان ذلك فقط فوق جزء من الوطن.
ة التي اتخذتها
ّ
وجه القصور في القرارات الاستراتيجي
ة خلال عملية أوسلو
ّ
إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطيني
ة اتفاقية أوسلو نظرا لانعدام خيار آخر. على
ّ
قبلت منظمة التحرير الفلسطيني
لقيادة المنظمة على صيغة حق العودة
ّ
مدار سنوات، استند المفهوم السياسي
للاجئين، وحق تقرير المصير الذي لا يمكن أن يتحقق إلا في فلسطين الكبرى.
ة أن
ّ
ر الظروف، أدركت قيادة منظمة التحرير الفلسطيني
ُّ
مع مرور الوقت وتغي
العودة إلى الوطن بأكمله، فلسطين الكبرى، لم تكن ممكنة في الوقت الراهن.
، على خلفية
3
وعوضا عن ذلك، تمت ترجمة هذا الهدف في نهاية عام 8891
الانتفاضة الأولى، الى الاستعداد للتوصل إلى تسوية سياسية، حتى لو لم
تتحقق كل الأهداف الوطنية. كان واضحا لقيادة منظمة التحرير الفلسطينية
أن اتفاقا يتضمن التنازل عن أجزاء من الوطن، وسياسة اللاعودة للاجئين إلى
ض بالضرورة الرواية الوطنية
ِ ّ
ديارهم، والتزاما بإنهاء الصراع، من شأنه أن يقو
1 يلخص هذا المقال التبصرات الواردة في ثلاثة فصول هذا الكتيب حول تطورات المواقف
الفلسطينية – الاسرائيلية خلال مفاوضات الحل الدائم وموقف الولايات المتحدة كوسيط في
العملية السياسية. وتكشف لنا التحليلات طبيعة التقدم الذي تم انجازه، والفجوات التي بقيت
على حالها، ما يساعدنا في تقدير مساهمة الطرف الامريكي في المفاوضات، واقتراح ماهية
الشروط اللازمة والخطوات المناسبة لحل الصراع. كا يشمل هذا المقال تبصرات سبق وان
ظهرت في دراسات سابقة اجراها الكاتب ومعه السيد هنري فيشمان: افرايم لافي، هنري
فيشمان (قرارات استراتيجية اتخذت خلال عملية السلام الفلسطيني – الاسرائيلي اضحت
حواجز حالت دون حل الصراع (بالعبرية) من يعقوب سيمانتوف (حواجز على طريق السلام
في الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي – القدس: معهد القدس للدراسات الاسرائيلية، 0102)
وهنري فيشمان وافرايم لافي: "عملية السلام – 71 خطة خلال عشر سنوات: (بالعبرية) –
مركز بيرس للسلام والمركز الفلسطيني للدراسات الاستراتيجية – تشرين ثاني 0102)
2 انظر: لافي وفيشمان : قرارات استراتيجية اتخذت خلال عملية السلام الفلسطيني – الاسرائيلي.
ص 653 883-.
3 للحصول على معلومات حول قرارات المجلس الوطني الفلسطيني في دورته التاسعة عشر
في الجزائر انظر: افرايم لافي "الفلسطينيون في الضفة الغربية: نماذج تنظيمية سياسية تحت
الاحتلال وتحت الحكم الذاتي، اطروحة الدكتوراه بالعبرية (لم تنشر) – جامعة تل ابيب
9002. ص 991-102.
. لذلك فقد تم الاتفاق
ّ
ة، التي تشكل أسس التعريف بالشعب الفلسطيني
ّ
الفلسطيني
على موقف سياسي يجعل بالإمكان اعتماد حل يكفل قيام دولة ذات سيادة
على جزء من الوطن في حدود 7691، مع ترك "ملف 8491" بما فيه قضية
اللاجئين الأساسية، عالقا بانتظار نضال الأجيال اللاحقة.
" يمكنها من أن
ً
ة اتفاق أوسلو "منقذا
ّ
اعتبرت قيادة منظمة التحرير الفلسطيني
ل
ّ
ة، وبالتالي قبلت به. كما شك
ّ
تضع لها موطئ قدم على الأرض الفلسطيني
اعتبارا مهما في اتخاذ القرار. في ذلك الوقت، كانت منظمة
ّ
البقاء السياسي
ة خطيرة نجمت عن دعمها
ّ
ة واقتصادي
ّ
ة غارقة في أزمة سياسي
ّ
التحرير الفلسطيني
ة على
ّ
رت الأزمة في قدرة منظمة التحرير الفلسطيني
ّ
للعراق في حرب الخليج. وأث
ة، وعلى السيطرة على عناصرها في الميدان،
ّ
ة التنظيمي
ّ
الحفاظ على بنيتها التحتي
وخوض المعركة ضد المنظمات المعارضة. وكانت خسارتها لمصداقيتها في
، في ذلك الوقت، أكثر وضوحا في ضوء تنامي قوة القيادة
ّ
المجتمع الدولي
ة
ّ
ة في المناطق. علاوة على ذلك، واجهت منظمة التحرير الفلسطيني
ّ
المحلي
. ّ
إمكانية كانت تلوح في الأفق لإجراء انتخابات تستثنيها لتشكيل الحكم الذاتي
بالتالي، كان اختيار المنظمة الدخول في عملية أوسلو عندما كانت في مثل
. لم يكن
ّ
حقيقي
ّ
تلك النقطة الهابطة يعبر عن قرار يفتقر الى تصميم تاريخي
ة كما
ّ
هناك تصميم حقيقي لتغيير المواقف الأساسية لمنظمة التحرير الفلسطيني
وردت عام 8891، بما في ذلك "ملف 8491" واللاجئين، أو الاعتراف بحق
ة.
ّ
على جزء من الأراضي الفلسطيني
ّ
إسرائيل في الوجود كدولة للشعب اليهودي
ة أوسلو
ّ
ة في عملي
ّ
عوضا عن ذلك، فقد شكل دخول منظمة التحرير الفلسطيني
استعدادا من جانبها للاعتراف بوجود دولة إسرائيل، مقابل الاعتراف بمنظمة
، كما أظهر استعدادها للدخول
ّ
ة كممثل للشعب الفلسطيني
ّ
التحرير الفلسطيني
ة مع إسرائيل.
ّ
في مفاوضات سياسي
النابع من الرغبة في البقاء على قيد
ّ
مقابل أوجه القصور في القرار الفلسطيني
ة أوسلو نابعا من
ّ
بالدخول إلى عملي
ّ
الحياة، جاء الضعف في القرار الإسرائيلي
ة لم تكن هي التي بادرت الى
ّ
أسباب مختلفة تماما. الحقيقة أن القيادة الإسرائيلي
ة اوسلو من بين مجموعة بدائل
ّ
ة، كما لم يكن لديها ترف اختيار عملي
ّ
العملي
ة بين اثنين من
ّ
ة. لقد بدأت عملية أوسلو باتصالات سرية غير رسمي
ّ
استراتيجي
الأكاديميين من إسرائيل، د. رون بونداك ود. يائير هيرشفيلد، وبين عدد من
ة. هذه المحادثات استمرت من
ّ
المسؤولين الكبار في منظمة التحرير الفلسطيني
نهاية عام 2991 حتى آب 3991. في ذلك الوقت، كان رئيس الوزراء اسحق
ا عن الفلسطينيين، وبالتالي
ّ
ا وجسدي
ّ
رابين يبحث عن طرق للانفصال اقتصادي
ة التي كانت تجري في واشنطن بين الإسرائيليين
ّ
أيد استمرار المحادثات السري
المشترك الذي ضم في أعضائه ممثلين عن القيادة
ّ
– الفلسطيني
ّ
والوفد الأردني
ة،
ّ
ة في الأراضي المحتلة. بعد وقت قصير من بدء الاتصالات السري
ّ
الفلسطيني
ة يوسي بيلين عنها، وبعد مرور بضعة أشهر تحقق
ّ
تم إبلاغ نائب وزير الخارجي
ة شمعون بيرس
ّ
خلالها تقدم واضح في المحادثات، تم أحاطة وزير الخارجي
كانت التطورات
4
رئيس الوزراء اسحق رابين.
َ
غ
ِ
بل
ُ
بالأمر. وفي نهاية المطاف، أ
ذ القرار بأن تتحول قناة أوسلو
ِ
خ
ُ
أسرع مما كان متوقعا، وفي أيار 3991، ات
ة، لكن غير معلنة. في هذه المرحلة تم إضافة
ّ
ة الى مفاوضات رسمي
ّ
الخلفي
ممثلين إسرائيليين رسميين الى الفريق.
4 حسب يوسي بيلين، مبادي البدء بقناة اوسلو السرية (بعد فترة وجيزة من تعييه نائبا لوزير
الخارجية) بينه وبين نائب وزير الخارجية النرويجي، يان ايغلاند، خلال زيارة الاخير الى
اسرائيل في ايلول 2991. تم تلخيص هذه المبادئ في اجتماع سري دعي اليه صديق بيلين،
د. يائير هيرشفيلد. في الرابع من كانون اول وخلال اقامته في لندن، أجمل هيرشفيلد بأن من
سيلتقى به في اوسلو سيكون احمد قريع (ابو العلاء) ثم بدأت المفاوضات عندما انضم د. رون
بونداك الى هيرشفيلد. انظر: يوسي بيلين "نجاحات اوسلو، هآرتس بالعبرية 71 ايلول 3102.
1...,71,72,73,74,75,76,77,78,79 60,61,62,63,64,65,66,67,68,69,...80
Powered by FlippingBook